لواء دكتور سمير فرج
من داخل البيت الأبيض
من داخل الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض جلس الرئيس الأمريكي ترامب يراجع بعض أوراقه وفجأة ظهرت له في احد التقارير ان هناك 2000 جندي امريكي موجودين على الأراضي السورية فرفع سماعة التليفون المشفر وطلب الجنرال ماتيس وزير الدفاع وسأله لماذا لدينا 2000 جندي في سوريا أرى ان يتم سحبهم فورا ، لقد انهت سوريا و العراق القضاء على داعش ISIS ولم يعد هناك حاجة لبقائهم وكان رد الجنرال ماتيس ارجوك سيادة الرئيس لقد كنت قائد للقوات الامريكية في الشرق الأوسط عدة سنوات وانا أفهم ذلك الامر جيدا و أرى استمرار هذه القوات هناك لان الروس حاليا متواجدين في سوريا ولديهم قاعدة بحرية في طرطوس و لا يجب ان نترك لهم الأرض هناك ، وكان رد ترامب انني غير مقتنع فالروس موجودين – وهنا رد الجنرال ماتيس سأبحث الامر مع البنتاجون و سارد على سيادتكم بعدها جاء تليفون من مدير وكالة المخابرات الامريكية CIA سيادة الرئيس لقد وصلتنا معلومات تفيد ان السوريين استخدموا أسلحة كيماوية في منطقة الغوطة ويجب ان نتخذ إجراءات عاجلة على الفور و بالمناسبة فان لدينا معلومات ان الاسرائيلين سوف يوجهوا ضربة فجر اليوم الي المطار السوري التيفور ردا على استخدام السوريين لغاز الاعصاب ، هنا طلب الرئيس ترامب على الفور اجتماع هيئة الأركان برئاسة الجنرال "دان فورد" ومعه وزير الدفاع الجنرال ماتيس و مستشار الرئيس ترامب للأمن القومي الجديد ، وفي المساء حضر الجميع وطلب الرئيس ترامب منهم تجهيز عملية عسكرية ضد سوريا ردا على استخدام الرئيس الأسد الغازات الكيماوية ضد النساء و الأطفال في منطقة الغوطة وطلب تجهيز السيناريوهات المحتملة للضربة في ظرف 24 ساعة ، وهنا سأل الجنرال دان فور رئيس الأركان سيادة الرئيس هل لدى سيادتكم أي تصورات توضع في الحسبان عند التخطيط ، فقال الرئيس ترامب أريد ان تظهر هذه الضربة قوة أمريكا العسكرية للعالم كله هذه اول عملية أقوم بها منذ وجودي في البيت الأبيض انا اعطيتكم هذا العام ميزانية لم تحلموا بها 700 مليار للبنتاجون فقط و غادر رئيس الأركان الي مبنى البنتاجون ومعه جنرالات إدارة التخطيط الاستراتيجي لأعداد مقترحات رئاسة الأركان الامريكية للرئيس و تلخص التقرير في مقترحين – الأول – تنفيذ ضربة شاملة ضد سوريا يتم فيها تدمير التجميع الرئيسي للقوات الجوية و الدفاع الجوي و الأرضية لإجبار سوريا على قبول المقترحات في الجولة القادمة في مؤتمر جينيف وكان هذا القرار يعني الاصطدام بالقوات الروسية الموجودة هناك و التي لديها اعلى درجات التسليح المتطورة مثل صواريخ SS300 و SS400 وهي قادرة على تدمير أي طائرات و أي صواريخ تنطلق في اتجاه الأراضي السورية و بالطبع سيجبر الروس على الرد و تتحول المنطقة الي صدام عسكري بين الولايات المتحدة و روسيا على الأرض السورية وصحيح ان أمريكا لديها قوات متفوقة على الروس في البحر المتوسط و المنطقة لكن لا احد يمكن ان يحسم تطور هذه العمليات اما السيناريو الثاني هو الاكتفاء بضربة صاروخية جوية من خارج الأراضي السورية ضد مخازن الأسلحة الكيماوية في حمص مركز البحوث الكيماوية و البيولوجية في دمشق و بعض القيادات و المطارات وهذا السيناريو يبعدنا عن الاقتراب من المواقع الروسية في المنطقة و في البداية لم يوافق ترامب هو ومستشاره للأمن القومي على السيناريو الثاني لكن تمكن وزير الدفاع و رئيس الأركان في إقناعه بقبول السيناريو الثاني وانصرف الجميع على أساس عرض الخطة النهائية صباح اليوم التالي وفوجئ الجميع في صباح اليوم التالي ان الرئيس ترامب على صفحته للتواصل الاجتماعي اعلن انه سيقوم بتنفيذ ضربة صاروخية ضد اهداف في سوريا و سيستخدم فيها الصواريخ الذكية وتحدى الروس ان يتعرضوا و كانت مفاجأة في البنتاجون لان يصدر الرئيس تصريحاته على صفحات التواصل الاجتماعي حيث ان ذلك يفقد العملية عنصر المفاجأة انظروا ماذا فعلت إسرائيل لقد نفذت الهجمة على مطار التيفور و لم يشعر بها احد ونتج عن ذلك قتل 7 من الحرس الثوري الإيراني ان تلك المعلومات ستجعل السوريين يحركون كل قواتهم من اماكنها استعدادا للضربة لذلك قام البنتاجون بتأجيل تنفيذ الخطة لإعادة تحديد الأهداف السورية الجديدة بعد تعديل أوضاعها كذلك للاتصال مع الروس لتحديد أماكن قواتهم على الأرض السورية لتجنب القيام باي عمليات عسكرية تؤثر على قواتهم كذلك طلب البنتاجون من ترامب ان تنفذ الضربة قوات مشتركة من أمريكا ومعها فرنسا وبريطانيا وهنا دعى ان تطلب تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية يوما آخر للاجتماع مع مجلس الوزراء البريطاني للموافقة على اشتراك بريطانيا في قوة تنفيذ الضربة ، وبالفعل تأخرت الضربة يومين وتمت فجر يوم السبت على أساس انها ضربة محدودة في الأهداف التي سيتم تدميرها و محدودة في التوقيت لانها استمرت خمسون دقيقة . وفي الساعة 4 فجر يوم السبت وقف ترامب يعلن بدء الضربة وبعدها بساعة وقف وزير الدفاع ورئيس الأركان من داخل البنتاجون يعلن تفاصيل الضربة وانتهاء العملية بنجاح ومع ظهور سطوح الشمس رقص السورين في الميادين فلقد مرت الخمسون دقيقة و لم يحدث فيها اكثر من تدمير بعض المنشآت و مراكز القيادة ومطارين بعدها دخل الرئيس بشار الأسد الي مكتبه وعادت الحياه طبيعية الي شوارع دمشق و حمص و ارتاح الجميع في مبنى البنتاجون. لقد مرت الضربة بسلام ليس المهم ماذا حققت انما المهم انها لم تتعرض للقوات الروسية وخرج الجميع سعداء الا الرئيس بوتن لقد اثارة تعليق قال ان الدب الروسي في سوريا احنى رأسه امام الطائرات والصواريخ لقوات التحالف ولم يتدخل وتركها تقصف الأرض و الأهداف السورية تلك عزيزي القارئ كانت مقترح سيناريو فيلم يمكن تعده هوليود يحكي قصة الغارة الامريكية على سوريا.
Comments
Post a Comment